خاص | ZNN

معالي وزير الداخلية: أنا مخطوفة./نادين خزعل

معالي وزير الداخلية: أنا مخطوفة./نادين خزعل/ خاص شبكة ZNN الإخبارية

قبل أيام، ضجت الأوساط اللبنانية السياسية والإجتماعية والإعلامية بخبر خطف مواطن عربي.
تصدّر الخبر واجهة المشهد وطغى على كل أزمات الداخل اللبناني بدءًا من الفراغ الرئاسي إلى الإنهيار المالي.

وفي حين انبرت الأجهزة الأمنية على مختلف تسمياتها إلى البحث عن المخطوف وأعلنت في الوطن حالة نفير عام سياسي لفتني ما قاله وزير الداخلية بسام مولوي بأنه لن يسمح بأي عملية خطف على الأراضي اللبنانية، وعليه فإنني أتوجه إلى معاليه بكتابي هذا لأعلن له أنه قد تم اختطافي وأطلب منه التجند لإطلاق سراحي…

معاليك…
إختُطفتُ حين حاصرني الخوف على أبنائي: خوف عليهم وهم عائدون إلى المنزل وخوف على مستقبلهم المجهول..

إختُطفتُ حين فاقت فاتورة كهرباء الإشتراك فاتورة المنطق واستوجب علي دفع فاتورة تفاعس الدولة عن تأمين كهربائي.

إختُطفتُ حين حاصرني الألمُ ولم أدخل إلى المستشفى لتلقي العلاج…

إختُطفتُ حين طلب مني طفلي الصغير نوعًا من الشوكولا واضطررت لمصارحته بأن سعره يكسر ميزانيتي التي أصبح لاحقًا يساهم معي في تحديدها واختُطفتُ أيضًا حين لم أدرِ كيف أشرح له وهو تلميذ الصف السابع الأساسي أن ما تعلمه في المدرسة في مادة التربية الوطنية لا يطبق في الدوائر الرسمية واختُطفتُ حين سألني عن أحداث مهمة لم يرد ذكرها في كتاب التاريخ واختطفت أيضًا وأنا أزرع في شخصيته مبادئ تآمرت الدولة على نكثها وكسرها….

معاليك….
إختُطفتُ حين فُرِضت عليي المفاضلة بين الغذاء والدواء…وبين الهاتف والملبس….وبين تصليح عطل في السيارة أو عطل في البراد…

إختُطفتُ حين عملت 24/25 كي أؤمن قوتي ولم تخرْ قُوّتي إلا حين رأيت خاطفي حقي وحق أبنائي وحق أترابي ينعمون بالترف على حسابنا…..
نعمل ويحصدون….
نتعب ويرتاحون….
نتألم ويضحكون…
لنا ما لنا ولهم ما لنا ولهم وما يحزنون….

معاليك…..
إختُطفتُ حين هزّ استقراري اللاأمان الوظيفي بعد أن فاقت النفقات المداخيل وبعد تآمرت القوانين غير المرعية الإجراء على الأُجراء…..

معاليك…
إختُطفتُ حين وجب علي تصديق المسؤول والتصفيق له بيديّ المنهكتين: كذب عينك بنت عينك….

معاليك….
الإقرار سيد الأدلة….
إلا في لبنان….
الإنكار سيد الأدلة…
فمتى يُعترفُ بخطفنا لنُحرّر؟؟؟؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى