أزمة منتصف العمر وأزماتها النفسية المتلاحقة
كتبت إسراء طحان :
ذات يوم، تقتلك مزاجيتك، تقع يومها وانت تتأرجح بين الفرح والتعاسة، الاكتراث واللامبالاة، الشعور وانعدامه… وتتلاشى في المنتصف الباهت.
أزمة منتصف العمر (Mid-Life Crisis)، هو مصطلح أطلقه عالم النفس الكندي اليوت جاك، على الأزمة التي يمكن أن يمر بها الفرد خلال العقد الرابع الى العقد الخامس من عمره، حيث يضيع في التعامل مع التغييرات التي تحدث له في هذه الفترة.
وقد تحدث رائد الفلسفة الأميركية وليم جيمس، في كتابه أساسيات علم النفس، عن الأزمة قائلاً:
“إن أزمة منتصف العمر تأخذ أشكالاً عدة، وتتدرج من معتدلة الى خطيرة، وقد تؤثر على الصحة والحالة الاجتماعية، والرفاهية والنواحي المالية”
أي ان الأزمة تشمل العديد من التغيرات البدنية والنفسية، العاطفية، الاجتماعية، المهنية والعائلية، تبدأ من ظهور علامات التعب الجسدي والإحباط النفسي جراء تكدس الضغوط اليومية، ولا تنتهي عند فقدان من يحيطون بنا من اهل واصدقاء الواحد تلو الآخر.
التحديات النفسية للأزمة:
ينتاب المأزوم مجموعة من المشاعر السلبية ترتبط بالماضي والحاضر المشوّه والمستقبل.
أولاً: الشعور بالإحباط والعجز، وعدم الرضى عن الذات، لعدم تحقيق الفرد لما كان يتمنى أن يكون عليه.
ثانياً: الشعور بالخوف من المستقبل والتوتر والقلق الدائم من الآتي، مما يؤدي غالباً للأمراض النفسية وعلى رأسها الاكتئاب.
ثالثاً: الشعور بالوحدة وعدم التسامح والتكيف والاندماج مع العالم الخارجي.
رابعاً: الحاجة المفرطة للتغيير، والتي تؤدي لاتخاذ قرارات جنونية حيناً، وثورية احياناً، وفي كلتا الحالتين تقلب حياة الفرد إما رأساً على عقب عندما تكون القرارات ذات وقع سلبي، أو عقباً على رأس إذا كانت قرارات إيجابية.
التعامل مع الأزمة:
هي رحلة تشافي بسيطة لكنها ليست سهلة.
- التعامل مع التغيرات الجسدية: لتفادي الإحباط والتعب الدائم، يجب اتباع أنظمة غذائية متوازنة وممارسة الرياضة بشكل منتظم والنوم الكافي والاهتمام بالشكل الخارجي وعدم اهماله.
- نفسياً: وضع أهداف مستقبلية جديدة، والتعلم الدائم والتطوير، كتعلم مهارات جديدة، يدوية كانت ام ذهنية، للوصول الى الرضى عن الذات.
- اجتماعياً: العودة الى العلاقات الاجتماعية الصحية، وعدم التسرع في اتخاذ القرارات ذات الطابع العاطفي.
- استشارة أصحاب الخبرة في المجال النفسي للحصول على الدعم النفسي ومحاولة العودة للاتزان وتخطي الازمة بأقل خسائر ممكنة.