في لبنان: مَطَرُ قهرٍ وَ وَحْلُ ذُلٍّ./ نادين خزعل/ خاص شبكة ZNN الإخباريّة.
29 نيسان 2023…
تتغيّر التّواريخ والأزمنة في لبنان كما لا تتغيّر وجوه الجالسين على الكراسي والمتبوئين للمناصب ولا ثابت سوى فساد تلو فساد…
حكومات تتعاقب ووزارات تتجدّد ووزراء يأتون على متن المحسوبيّة والإنتماء الحزبيّ والمناطقيّ والتّوريث السياسيّ ومجلس نوّاب 128 صرخة وجع تئنّ بين جدرانه التي ملّت من وجوه مُدِّدَت أو انتُخِبَت على قياس قانون ستّينها أو نسبيّتها لا فرق وقصر رئاسيّ سيدوم فراغه أشهرا” كما مخاتير ومجالس بلديّات مُدّدَ لها….
لا ثابت في لبنان سوى وجع المواطن…
المواطن السّاعي إلى لقمة عيشه الكادح بعرق جبينه الذي يجد نفسه تحت رحمة مسؤوليه…
وما حدث اليوم، بعد إنهمار مطرٍ وداعيٍّ لو أنه كان في بلد آخر لما بقي نائب أو وزير أو رئيس دائرة في منصبه…
كما كلّ إشتاءٍ ساعات وساعات إمتد إنتظار المواطنين في طوابير سياراتهم في ازدحام تسبب به إزدحام الفساد المتراكم في الطرقات والعبّارات والمجاري والأرصفة..
أمطرت السماء خيراتها لتلفظ الأرض فسادهم…
أين وزارة الأشغال من فيضانات الطّرقات ؟
أين البلديّات من المجاري والعبّارات المغلقة؟
أين القوى الأمنيّة من تنظيم السّير؟
هل من العدل أن يسكن المسؤولون قصورهم العاجيّة متخمين بأموالهم وفسادهم ودفئهم والمواطن صريع الذل والقرّ والفقر والوجع والألم؟
الضاحية الجنوبية كان التنقل اليوم فيها أشبه بمغامرة بعد أن حولتها الامطار إلى مستنقع من وحلِ التآمر على معقل أشرف الناس من المقرّبين قبل البعيدين…
بيروت سويسرا الشّرق حولها جشع وطمع حكامها إلى مستوعب تكدّست فيه طوابير السّيارات ساعات..
أوتوسترادات الشّمال والجنوب كانت خارج مدار الاقتتال المناطقي فتوحّدت بالازدحام والفيضانات…
إنّه الوجع الواحد النازف الذي وَحَّد كلّ المواطنين باختلاف أطيافهم..
إنّه الوجع الذي آن الأوان له ليكون ثورة سوداء في وجه المتحكّمين بأعصابنا ووقتنا ولقمتنا وأبسط حقوقنا…
التّغيير لن يولد من رحم الصّمت والتّخاذل..
كلٌّ من موقعه مسؤول أن يحمل مشعل كلمة لا..
لا للفساد..
لا للفساد..
لا للفساد..