صيفٌ وشتاءٌ في وطنٍ واحدٍ: ما هو زمنكَ؟/ نادين خزعل/ خاص شبكة ZNN الإخباريّة.
هي السّاعة صفر بتوقيت الذلّ والهوان….
هي السّاعة صفر بتوقيت العار كما أراد الزعماء في لبنان…
إنتهى العدّ العكسيُّ، دنتِ السّاعة صفر، إلى الوراء دْر..
“خلصت خلصت قصتنا وكانت قصة وطن حلوة كتير”
صيفٌ وشتاءٌ تحت سقفِ وطنٍ واحدٍ….
عُذرًا…
لا سقف في وطننا الجريح الذبيح….
وطننا ثراه ثريّاهُ؛ من التراب أنتَ وإلى التراب تعود أيها الإنسان إلا في لبنان، وطنٌ عصيٌّ على الإنسِ والجان، وتوقيتان: قل لي ما توقيتكَ أقل لك من أنتَ، وطنُ الجنون أنا هنا حدّق هل تذكر من أنا؟
أنا بلدُ الحرف الذي نحروه بالخَرفِ…..
أنا بلدُ التعدّدِ الذي ذبحوه بالقرفِ….
أنا لستُ أنتَ وأنتَ لستَ أنا…
لكَ توقيتك ولي توقيتي….
واحدٌ هو المَدمعُ؟
واحدٌ هو الوجعُ؟
المسيح قام حقًّا قام فألف الله أكبر……..
بإسم الآب والإبن والروح القدس ألا فأصغِ يا محمّد…..
الجرس يُقرعُ والآذان يصدحُ…
أشهدُ أن لا إله إلا الله وبشفاعة السيدة مريم…
واحسيناه إحمينا من الشرور يا عذراء…..
غفا إبني الصغير على توقيت الوزير واستفاق على توقيت التزوير: السيدة ميرنا شرحت لنا في حصة الجغرافيا أن خطوط الطول هي التي تحدد التوقيت الذي يختلف من بلدٍ إلى آخر ولكنها لم تشرح لنا كيف يكون هذا الإختلاف في بلدٍ واحدٍ؟
عذرًا يا صغيري،عُد إلى نومكَ ولا أدري على أي توقيتٍ سأوقظك… وأنتِ يا سيّدة ميرنا، أعيدي شرح درس خطوط الطول، وأخبري ابني وزملاءه أنّها خطوط حقيقية، وأننا في لبنان خطوط وهمية…قولي لهم أنّ التوقيت هنا لا يُحتسبُ وفقَ السّاعات بل وفق التناحرات، قولي لهم أن لبنان يهندسُ الجغرافيا وفق شطرنج المافيا: مات الشعب ؛ عاش الزعيم!!!!
وبعدُ يا لبنان…..
آخٍ يا وطني…..
من يأسنا أما اكتفيتَ؟
من قهرنا أما ارتويتَ؟
صَلبتَنا وتركتَنا على الجلجلة مذبوحين، دُقَّتِ المساميرُ في أكفّنا و مُقَلِنا وأفْئِدَتنا وسالتِ الدّماء إلى عاشوراء؛ نُحِرْنا وكُسرت أضلاعنا وقُطعت رقابنا عطاشى نحن يا وطني فأينَ الماءُ؟
وبعد…..
أصدر رئيس حكومة تصريف الأعمال قرارًا قضى بتأجيل البدء بالتوقيت الصيفي حتى آخر سبت من شهر نيسان مراعاة لتزامن بدء شهر رمضان مع انتهاء العمل بالتوقيت الشتوي.انقسمت المؤسسات التربوية بين ملتزم وغير ملتزم، أراد وزير التربية عباس الحلبي الحدّ من الإنقسام فأصدر قرارًا يتعارض مع قرار ميقاتي ودعا المؤسسات التربوية إلى اعتماد التوقيت الصيفي وعدم الالتزام بقرار رئاسة مجلس الوزراء فانقسمت المؤسسات التربوية بين ملتزم وغير ملتزم؛ فأعاد الوزير إصدار قرار جديد في غضون ساعات ناهض فيه قراره الأول وترك للمدارس حرية اختيار التوقيت!!!!!
“عشرة عبيد صغار، لِعبوا سوا بالدار، ضاع الوطن وتشرذم القرار وتاه المسار”!!!!!