للتّبيين..
مع حلول شهر رمضان المبارك إبّان هذه الأيّام العصيبة،دعونا نُحيي أَمرَهم،فرَحِم الله مَن أحْيا أمور و شؤون آل بيت محمّد سيّد المُرسَلين.
لِنصُمْ أوّلًا عبادة و طاعةً لله و إكرامًا لِرسوله الكريم،ولنَصبرْ صبْرًا جميلًا في زمَنٍ خلا مِن كلّ جميل:و”بشِّرِ الصّابرين”.فالضّائقة الماديّة والأزمات الإجتماعيّة المُتراكمة مؤلمة وشاقّة ولا غالِب لها الّا اليقين باليُسر الذي سيعقُب العُسرَ.ولْنَسْتحضرْ نُصب أعينِنا كثيرًا مِن الحِكم والعِبَر مِن جامعة تربويّة و واعظة قدّمها لنا أولئك الأخيار المُنتجبين:لذلك أمرهم يجبُ أن يُحيى في كلّ يوم لتصبِحَ الأمور من حولك مَرِنة ولتكونَ لديك عزيمة أقوى على التّحمُّل والتّروّي في مواجهة أيّ أزمة قد تمرّ بها:فلا يأْس من رحمة الله.
أَوَلمْ يُقتلِ الحسين(ع) وحيدًا فريدًا عطشانًا..وانتصر!!؟؟فما هذا الا تمسّك بالحقّ وعيْنِ التّقوى والوَرع رغم جلل المُصاب!!
أمّا كاظم الغيظ(ع)،اليوم تحديدًا هو مدرسة لكلّ مؤمن بِرحمة الله وبالقِيَم الإنسانيّة الرّاقية:فالعَفو عند المقدِرة،والتّسامح أمر مُحبّب و مطلوب.و زين العابدين العليل والذي سيقَ من كربلاء إلى الشّام مُقيّدًا بالسّلاسل الحديديّة،مفجوعًا بأهله الكرام،مهمومًا و مع ذلك سطّر خطبةً مِلأها الصّبر والفخر والإيمان بأمر الله.ماذا عن عمّته الجليلة التي كا انكسرت بعدما ألمّت بها مصائب واللهِ لو نزلَت على الجبال لأدمتْها،الا أنّ عزّة نفسها أبتْ لها الذّلّ والتّراجع عن اليقين:فالثّبات في الموقف هو سيّد المواقف.”حتمًا هذه امرأة خيرُ قدوة تقتادُ بها نساء عصرنا اليوم.
وغيرها مِن عِبر لا عَدَّ لها:مِن باب التّوبة المفتوح إلى المحبّة والألْفة والإيثار بالأنفُس والمحافظة على وصل الأرحام و مكارم الأخلاق و سُموّ الإنسان بعقلِهِ و قيمه الأخلاقية.وما هذه الا واجبات أمرَنا الله بها خاصّة في هذا الشّهر الفضيل و دَعَوات دعانا إليها الرّسول المُكرَّم.
مع خالِص التّماني بأن يتقبَّل الله صالِح أعمالكم و يمدّكُم بالصّبر والثّبات،لِنعْبرَ معًا إن شاء الله مُعزّزين لا مُحبطين،مغفورًا لنا و حاصِدين ثِمار إيماننا و مخلصين لِمبادئ أهل العِلم والهِداية:”أهل بيت النّبيّ”.
وكلّ عام و أننم بخير:رمضان كريم و يبقى كريمًا بإذنه تعالى وأعاده عليكم بظُروف أفضل بِبَركة الصّابرين منكم وأصحاب العفّة المُلتزمين و المُحامين عن دين الإسلام الذي ما أُريد منه الا صلاح مجتمعات يسودُها السّلام.