مقالات

بين عصيان مدني في لبنان وتشكيل لوبي ضاغط: أي الطرق أسرع للإنقاذ؟

بين عصيان مدني في لبنان وتشكيل لوبي ضاغط: أي الطرق أسرع للإنقاذ؟

كتب قاسم قصير في جسور :

تدور بين الهيئات الثقافية والحوارية والنقابية وبعض المرجعيات الدينية نقاشات معمقة حول كيفية مواجهة الإنهيار الذي يعاني منه لبنان وإستمرار الفراغ الرئاسي وعدم انتظام مؤسسات الدولة وتدهور الأوضاع الإقتصادية والمعيشية والمالية الى درجة خطيرة.

وتطرح في هذه النقاشات والحوارات واللقاءات أفكار وطروحات عدة للمواجهة أو للضغط على القوى السياسية والحزبية والسلطة القائمة اليوم بهدف مواجهة هذا الإنهيار والاسراع بانتخاب رئيس جديد والحد من حالة الانهيار القائمة وحماية الكيان اللبناني من التحديات الكبرى التي يواجهها ديمغرافيا وسياسيا واقتصاديا وهوياتيا، وصولا لتحديد دور ومستقبل لبنان في المرحلة المقبلة.

فما هي أبرز هذه الطروحات؟ وأيها أقرب للواقع والأكثر تأثيرا على القوى السياسية والحزبية والسلطة القائمة؟

أولاً : الدعوة الى العصيان المدني الشامل ووقف دفع الضرائب واقفال المؤسسات العامة والخاصة، وقد طرحت هذه الفكرة خلال لقاء نقابي عقد أخيراً وتبناها نقيب الصيادلة جو سلوم، كما طرحها منسق شبكة الامان للسلم الاهلي عمر زين في اكثر من لقاء حواري وسياسي وآخرها في لقاء الهيئات الثقافية والحوارية والذي عقد السبت الماضي في مركز لقاء في الربوة، وهذه الدعوة تحتاج لتحضيرات لوجيستية وتأمين امكانيات التجاوب الشعبي ووضع خطة عمل واضحة وتشكيل قيادة جبهوية من كل المناطق اللبنانية .

ثانيًا : تشكيل لوبي لبناني ضاغط من شخصيات فكرية ودينية ونقابية واعلامية وثقافية تتولى التواصل مع كل الجهات اللبنانية والخارجية بهدف الضغط للاسراع بانتخاب رئيس جديد للجمهورية وفق مشروع متكامل وعقد لقاءات حوارية بين كل الاطراف لتنفيذ هذا المشروع، وقد طرحت هذه الفكرة خلال لقاءات المرجعيات الدينية في دار طائفة الموحدين الدروز وفي بكركي ومن قبل مرجعيات دينية أخرى وخلال عقد عدد من اللقاءات الفكرية والثقافية، ولكن حتى الان تتبلور في صيغة محددة وهناك اتصالات ومشاورات مستمرة في هذا المجال، وما تقوم به بكركي من لقاءات واتصالات سواء على صعيد النواب المسيحيين أو على صعيد اللقاءات الوطنية وعبر مواقف البطريرك الراعي وكذلك مواقف بقية القيادات الدينية يصب في هذا الاتجاه، لكن يتطلب الامر المزيد من العمل والتخطيط المدروس.

ثالثًا : وضع رؤية شاملة للانقاذ ودعوة الاطراف اللبنانية لتبنيها وعقد لقاء حواري وطني شامل، مع العمل لعقد لقاءات حوارية في كل المناطق اللبنانية والوصول الى توافق داخلي، وهذا المشروع تعمل عليه مجموعة من الشخصيات الفكرية والدبلوماسية والثقافية والاعلامية ولا سيما تلك التي أطلقت ” لقاء من اجل لبنان ” أو غيرها من المبادرات الحوارية التي تبناها المجمع الثقافي الجعفري للبحوث والدراسات الاسلامية وحوار الاديان وحركة السلام الدائم ونادي الشرق لحوار الحضارات والمنسقية العامة لشبكة الامان والسلم الاهلي ومجموعة حل النزاعات ومؤسسة أرض المبدعين وجمعية الصوت الواحد ومنتدى التنمية والثقافة والحوار وإئتلاف لبنان الواحد وملتقى عطاء بلا حدود ومنتدى التكامل الاقليمي ومركز تموز للدراسات والتكوين على المواطنة وغيرها من المؤسسات الحوارية والثقافية، وقد عقد لقاء هام يوم السبت الماضي في الربوة قرب انطلياس لانشاء شبكة تعاون وتنسيق بين هذه المؤسسات وشاركت فيه أكثر من خمسين مؤسسة، كما عقد لقاء حواري في الدكوانة الخميس الماضي بمشاركة شخصيات متنوعة، ولكن حتى الان لم يتم التوصل الى خطة عمل نهائية مشتركة وإن كان التجاوب مهما سواء من هذه المؤسسات اومن الاوساط الشعبية، وهذا يتطلب مواصلة العمل للوصول الى نتائج عملية.

رابعًا : انتظار الخارج سواء من خلال الضغوط والعقوبات أو عبر اللقاءات التي تعقد بين الدول الخمس أو ما تقوم به فرنسا والسعودية والفاتيكان أو انتظار مفعول الاتفاق الايراني- السعودي ، وللاسف هناك عدد كبير من القوى السياسية والحزبية وبعض الشخصيات الفاعلة وبعض المرشحين لرئاسة الجمهورية ينتظرون حصيلة هذه الجهود ويعبرون عن عجزهم من الوصول الى حلول وينتظرون ما ستؤول إليه المفاوضات بين الدول ويرفضون الحوار الداخلي المباشر.

فأي هذه الحلول ستكون ناجحة وتحقق عملية الانقاذ؟هل سينتظر الشعب اللبناني هذه الخطوات العملية؟ أم سنشهد انتفاضة وثورة شعبية جديدة تطيح بكل الواقع السياسي؟ أو ستحدث تطورات عسكرية أمنية داخلية وربما في المنطقة تدفع الجميع للجلوس على طاولة الحوار والوصول الى حلول سريعة؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى