ندوة لـ ” حلقة الحوار والتنمية ” مع رؤساء إتحادات بلديات صيدا وجزين وساحل الزهراني
نظمت “حلقة التنمية والحوار” في مقرها في مجدليون، ندوة بعنوان: “تجربة العمل البلدي والعراقيل التي تواجهها من النواحي القانونية والإدارية والمالية”، شارك فيها رئيس إتحاد بلديات صيدا الزهراني رئيس بلدية صيدا المهندس محمد السعودي، رئيس إتحاد بلديات ساحل الزهراني علي مطر ورئيس إتحاد بلديات جزين خليل حرفوش، في حضور النائبين علي عسيران والدكتور ميشال موسى، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك السابق غريغوريوس الثالث لحام، رئيس الحلقة إميل اسكندر، السفير عبدالمولى الصلح وعدد من رؤساء وأعضاء مجالس بلدية ومخاتير وشخصيات ومهتمين.
السعودي :
بعد النشيد الوطني، رحب مقدم الندوة المحامي وسيم الناشف بالحضور، ثم استهل السعودي مداخلته بالحديث عن الندوة، فقال: “لقاء اليوم بعنوان، كيف سننهض البلديات من الإفلاس، وأكثرها في ضائقه مالية”، ولفت الى أن “لدى بلدية صيدا تقريبا ما بين شرطة بلدية وفوج إطفاء وطاقم الموظفين والعمال، زهاء 300 شخص كان مصروف مخصصاتهم الشهرية نحو 500 مليون ليرة، والآن، في ظل تداعيات الإنهيار المالي أصبح المصروف نحو مليار ونصف شهريا، إلى جانب العمال كانت مخصصاتهم نحو 100 مليون اما الان فتبلغ نحو 200 مليون ليرة”، وأشار الى أنه “كان من حظ البلدية، أن ارصدة المبالغ الموجودة فيها تقدر بنحو 30 مليار ليرة، ما كان يوازي 20 مليون دولار، لكن في ظل الإنهيار أصبحت قيمتها نحو نصف مليون دولار والتدهور مستمر”.
وأوضح أن “هذا الرصيد في تناقص مستمر بسبب الزيادات الطارئة على الرواتب والمكافآت، وأيضا على بدل النقل اليومي الذي كان 8 آلاف ليرة وأصبح الان نحو 90 ألف ليرة”، وقال: “كل شي زاد الا مدخول البلديات. وبلدية صيدا تأخذ 8 مليارات ليرة في السنة من الصندوق البلدي المستقل، لكن منذ سنتين لم نقبض منه أي مبلغ”.
وأكد أن “الزيادات الطارئة لمخصصات الموظفين هي محقه لكنها غير كافية. فمثلا، عدد عناصر شرطة البلدية يبلغ زهاء 50 عنصر وهم مضربون عن العمل منذ ثلاثة أسابيع ويطالبون بتحسين دخلهم، وبدورنا سنطالب لهم بزيادات، إلى جانب بعض الجمعيات التي تساعدنا في هذا المجال مشكورة”.
وأشار الى أن “البلديات تابعة لوزير الداخلية في حكومة تصريف الاعمال القاضي بسام مولوي الذي اجتمعنا به ووعدنا بزيادة أموال البلديات، لكن الى الآن لم يحصل أي تغيير وميزانية الدولة بحاجة الى ترميم”، وقال: “كبلدية، لدينا رصيد مالي يكفي لستة أشهر، وبعد هذه الفترة اذا لم يتغير الوضع لن نتمكن من تقديم خدماتنا وسنلجأ الى التمويل الذاتي، وكأننا لسنا تابعين للدولة او كأننا ادارة مدنية، وهذا الوضع ندرسه بشكل جدي بحيث نجمع تبرعات من المستشفيات أو من البنوك أو من المصالح والمؤسسات الخاصة والمحال التجارية”.
وشدد على أن “وضعنا مأساوي جدا، خصوصا أننا لغاية الآن لا نعلم اذا كانت ستجرى الإنتخابات البلدية، ويأتي أناس بادارة جديدة للبلدية”، وقال: “وزير الداخلية يؤكد اجراء الانتخابات، ونتمنى ان تحصل. لكن إذا ما إستمر الوضع على حاله من دون معالجة التمويل والحصول على المستحقات البلدية من الصندوق المستقل وتحسين مداخيل البلديات، فأنا لا أنصح احداً بالترشح لهذه الإنتخابات”.
حرفوش :
بدوره رئيس اتحاد بلديات جزين خليل حرفوش عرض لتجربته في رئاسة الإتحاد ، وقال: عندما بدأنا العمل ، لم نبدأ من فراغ أو من دون معطيات ، بل تعاقدنا مع شركة متخصصة بالتخطيط التي وضعت معنا خطة إستراتيجية عامة لـ 10 سنوات ، وباشرنا العمل وفقا لألويات أساسية ، وركزنا على المجالات التالية : السياحة ، الزراعة ، الصناعة ، والمجتمع وذلك بالتعاون مع القطاع الخاص .
وأضاف حرفوش كل شيئ كنا نقوم به كان مدرج مسبقا في الخطة الإستراتيجية وأستطعنا نقل منطقتنا من حالة جيدة إلى حالة متقدمة على مستوى العمل البلدي .
وتابع حرفوش تابعنا أغلب المشاريع بالتعاون مع الجهات المانحة ، وشكلنا فرق عمل لكل مشروع إستراتيجي كنا نقوم به ،وفتحنا فرص عمل وإستثمارات لرجال أعمال من منطقة جزين .
وختم حرفوش بالقول : ليس عيبا أن تتدخل القوى السياسية في عمل الإتحادات البلدية ، بل يجب أن تتدخل ليس لصالحها بل لصالح الإتحاد وبلدياته وبالتالي المجتمع هو المستفيد .
ودعا حرفوش الدولة إلى تطبيق نظام اللامركزية الإدارية وإعطاء صلاحيات للبلديات كي تقوم بدورها وتستنهض وضعها لا سيما في هذه الظروف الصعبة .
مطر :
وقدم رئيس اتحاد بلديات ساحل الزهراني علي مطر شرحا وافرا عن طبيعة الإتحاد وقال :
يعتبر إتحاد بلديات ساحل الزهراني جديدا بالنسبة لباقي الإتحادات ، فهو أنشأ عام 2010 ويضم 18 بلدية لكنه يهتم بـ 25 بلدة . ورح مطر عن بدايات العمل في الإتحادات التي سبقت الأمة السورية بسنة واحدة فقط ، وأكد أن الإتحاد اهتم بالجانب الزراعي كثيرا لا سيما وأن الإتحاج يقع في منطقة ساحلية تكثر فيها السهول ، كذلك اهتم الإتحاد بموانئ الصيادين وعمل الصيادين كونه ايضا يضم 3 موانئ للصيادين في الصرفند وعدلون .
وأضاف مطر أقدم الاتحاد على إنشاء عشرات المشاريع عوضا عن الوزارة لا سيما وزارة الأشغال العامة ، ولم يكن ذلك مرهقا لأن الأوضاع كانت تسمح بذلك والإمكانات متوفرة .
وأشاد مطر بالمشاريع التي أنجزت بالتعاون مع المنظمات الدولية خصوصا إبان النزوح السوري إلى لبنان وقال : شكّل النزوح السوري إلى منطقتنا ضغطا كبيرا بحيث يوجد في بلدة البيسارية فقط 8000 نازح بينما سكان البلدة هو 5000 مواطن .
وأضاف لولا المنظمات الدولية ودعهما للمشاريع ما كنا لنستمر في تقديم الدعم والمساعدة لأهلنا وللنازحين .
وطالب مطر الدولة بإعطاء البلديات حقها من الصندوق البلدي قائلا : هذه الأموال ليست منّة من الدولة للبلديات ، إنما هي من حق البلديات وهي تجمع وتستقطع من المواطني في الكهرباء والهاتف وغير ذلك بإسم البلديات .
وناشد مطر المسؤولين بالإسراع في الوصول إلى حلول تعود بالفائدة على الناس .
وتخلل اللقاء مداخلات عديدة أبرزها للنائبين علي عسيران وميشال موسى .