الضّابط محمّد فرحات: غَيضُ الكَرامَةِ في فَيْضِ الذلِّ./ نادين خزعل/ خاص شبكة ZNN الإخبارية.
في زمن القحط الذي جُفَّت فيه ينابيع الكرامة، وبعد أن بلغ سيلُ الذلّ الرسميّ والإذلال المتعمّد زبى فقدان الثقة بالدّولة خطَّ الضابط في الجيش اللبناني محمد فرحات وفي ثوانٍ معدودات صفحات مضمخة بالعزّ والعنفوان…..
“لَوَرَا” صرخ الضّابط المغوار في وجه الإسرائيلي المغتصب..
في زمنِ الإنكسار والإنتكاس وبعد أن طأطأ المسؤولون رؤوسهم وخضغوا للإملاءات واللاءات سَطَرَ الضابط فرحات لاءَ الغارِ لا لاءَ العارِ…..قال للإسرائيليّ لا….قال هذي أرضنا والإعتداء عليها ممنوع…
محمّد فرحات؛ إسمٌ يجبُ أن يتكرّرَ لتلفظهُ وديان عيتا الشعب ويتردّدُ صداه في الخيام ومارون الراس وكفركلا ويلامس الشاطئ في صور والزهراني ويحط الرحال في أضواء بيروت ثمّ يشعُّ نحو الجبل والفيحاء وبعلبك….
محمّد فرحات أمسك بيده القابضة على الزّناد كلَّ أوراقنا التي بعثرها الخذلان…
أعادنا إلى أيّار الإنتصار عام 2000، وإلى مجد تمّوز عام 2006، وإلى الكثير من التواريخ التي كانت قبل مواعيد القهر والغدر…
وللتفاصيل، بيان قيادة الجيش اللبناني:
“بتاريخ 5 آذار/مارس 2023 بين الساعة 11.55 والساعة 12.00، خرقت دورية تابعة للعدو الإسرائيلي الخط الأزرق قرب النقطة BP 13 (1) ـــ عيتا الشعب بمسافة متر واحد تقريبًا، فحضرت دورية من الجيش اللبناني وأجبرت الدورية المعادية على التراجع إلى ما بعد الخط الأزرق باتجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة”.
وأضاف البيان: “كما حضرت دورية من قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان للتحقق من الخرق، وتتم متابعة موضوع الخرق بالتنسيق مع القوة المذكورة”.
وخلال المهمة، أقدم ضابط في الجيش اللبناني على دفع ضابط في الجيش الاسرائيلي واقتلع وتدًا حديديًا كان زرعه خارج الخط الأزرق الحدودي، فيما تدخلت قوات “اليونيفيل”.
وبعد…
بوركت يدا الضابط فرحات اللتان اقتلعتا أوتاد الإعتداء، بوركت خطاه الواثقة، بوركت صرخته الهادرة….
الضّابط محمّد فرحات إسمٌ يجب أن نحفظه جيّدًا.