وَحْيُ اللّٰهِ وَعْدٌ
شِعْر:محمّد حسين معلّم
يَقولُ اللّٰهُ ُ : سُبْحانَ الّذي أَسْرى
إلى الأقْصى ، وبارَكَ حَوْلَهُ الدَّهْرا
وأَقْـرَأَهُ سَلامًا عابِقًا وَحْـيًا
ووحْيُ اللّٰهِ وَعْدٌ يُشْبِهُ الأَمْرا
وهٰذا الوعْدُ أُرْضِعْناهُ في دَمِنا
فِلَسْطينُ الّتي مَـنْ باعَها يَـعْرَ
فلسطينُ الرّسالاتِ الّتي سَكَنَتْ
كنائِسَها، مَساجِدَها ، هيَ الذّكرى
وليس لِوَعْدِهِ بُدٌّ وتَبْديلٌ
فأَوْصانا قِتالاً دائمًا جَهْرا
وإنْ عادوا حَشَرْناهُمْ جَهَنّمَ، أوْ
جَعَلْْناها حَصيرًا إنْ عَـتَـوْا قَهْـرا.
ومُذّاكَ انْقسَمْنا بَيْنَ مُنْهَزِمٍ
ومُنْتَصِرٍٍ ، وقَدْ فَرَّ الّذي فَرَّا .
وما بَقِيَتْ سِوى الأَسْماءِ نَحْفَظُها
سِجِلاًّ مُشْرِِقًا ، نَزْهو بِهِ فَخْرا
ومَجْدًا قَدْ أَضَعْناهُ كثيرًا، لمْ
نُبادِلْهُ الحَياةَ مَرّةً كِـبْرا
تَخِذْناهُ قَميصًا ، كلّما لاحَتْ
لَنا مِحَـنٌ نَلوذُ بظلِّهِ ذُخْرا
وحينَ ثَعالِبُ الصَّـحْـراءِ تُنْكِرُنا
ويَنْهشُ لحْمَنا الذّئبُ الّذي كَرَّا
فيَرْمي بعْضُنا بَعْضًا متى غَدَرَتْ
وُحوشُهُمُ ، ونَنْـسى مَنْ قَضى غَدْرا .
هي القدْسُ التي نبكي ، ولا نبكي :
كَـمِ الهاماتُ قد سجدتْ لها عُـمْرا؟!
وكمْ جيشًا ؟ وكمْ شعْبًا ؟ وكمْ مَلِكًا
أتَـوا كي يستبيحوا فانْثَنَوْا دَحْرا؟!
بني عُرْبٍ : أَ أبْنائي ، وإخْواني
وأعْمامي ، ومَنْ ذاقوا الهَوا مُـرّا
ألَسْنا مَنْ إذا قُلْنا فَعَلْنا ؟! أمْ
تُرانا راقَنا نخْلٌ قَضى نحْرا ؟!
ألَـسْنا أمّةَ الشّهداءِ؟! أُمَّتُنا
كرامتُها جباهٌ تُسْرِِجُ النّصْـرا
وقبْضاتٌ إذا اطّرَدَتْ تُزيحُ دُجًى،
وأعْيُنُنا مصابيحٌ نَمَتْ فِكْرا
ألمْ نتْركْ سوى الأطلالِ ننْدبُها
فمِنْ شامٍ إلى يَمَـنٍ إلى البَصْـرَهْ
مدائنُ كالثُّرَيّاتِ التي فاضَتْ
حَضاراتٍ ، وإرْثًا نابِضًا شِعْـرا
هُنا حَيْفا ، هُنا عكّا ، وبيسانٌ،
هُنا نابلْسُ ، أوْ ذي غَزّةُ الدّْرّهْ
شَوارِعُها شرايينُ الصّباحِ ، وقُلْ
مَنازلُ قَدْ أُعِـدَّتْ للدِّمـا مَـجْرى
حِجارتُها الّتي انْتَفَضَتْ مِرارًا،
مِن شَظاياها تَوَلَّدَ ما غَـدا فَجْـرا .
عَلامَ الدّمْعُ كالأمْطارِ نُنْزِلُـهُ ؟
أََمـا فينا لِـوَعْـدِ اللّٰهِ مِنْ ذَرَّهْ؟!
بلى فينا ! ولٰكنْ نَحْنُ نُجْهضُها ،
إذًا ، حانَ الّذي في سورةِ ( الإسْرا ) :
” فأنْزَلَ وَعْدَهُ فيهمْ لَـئِـنْ عُدْتُمْ “
و هـا عادوا ذِئابًا ، فاحْتَمِـلْ صَبْـرا
سنأْتيهم بأفْواجٍ تُقاتلُهمْ ،
وتمحوهُمْ ، فلا إسْمًا ولا ذِكْـرا،
سَتُفْنيهمْ بنادقُنا ووحدتُنا ،
ولن نُبْقي لهمْ بَحْرًا ولا نَهْرا
وموسى الصّدْر قدْ صَحَّتْ نُبوءَتُهُ :
بأنَّ القُدْسَ تأْبى لَحْظةً أَسْرا
على أيْدٍ مِنَ الشُّرَفاءِ سَوْفَ ترى
قِـبابَ القدْسِ ، والأقصى غَدًا حُـرّا