صعب : أقل من طائف وأكثر من دوحة…!!
رأى المحامي د. وسام صعب أن الحد الأدنى من مقومات الحياة في لبنان لم يعد موجودا، بل أكثر من ذلك بات معدوما.
ويوما بعد يوم نستشعر يقينا تحلل الدولة وانحلال مقومات وجودها على مختلف الصعد. الوضع اللبناني بات ينذر بالخطر الشديد واللبنانيون باتوا يستشعرون قلقا يوميا على مصيرهم مما يتهددهم من غد سوداوي مسدود الأفق.
فهل أصبح مطلوبا في كل مرة تنعدم فيها مقومات الحياة في لبنان أن ننتظر فرص خلاص تأتينا من هنا أو هناك..!!
وإذا استذركنا الحقبة الماضية التي تزامنت مع انتهاء الحرب الأهلية عام ١٩٨٩ لادركنا أن تقاطع المصالح الدولية-الاقليمية حينها الذي إلتقى مع إرادة الداخل اللبناني سارع بشكل أو بآخر في إنهاء الأزمة اللبنانية التي استمرت قرابة الخمسة عشرة عاما وقاد إلى إنتاج حلول وتسويات تترجم بمؤتمر تأسيسي انعقد في مدينة الطائف في المملكة العربية السعودية وانتهى بإقرار صيغة تعديلات دستورية أتت بكليتها على حساب صلاحيات رئاسة الجمهورية التي هي عرفا من حصة المسيحيين الموارنة عرفت باتفاقية الطائف وأتت حينها بمباركة ورعاية سورية بالرئيس الشهيد رفيق الحريري كرجل إنقاذ لإعادة بناء ما تهدم من لبنان والنهوص باقتصاده ونشر السلام في ربوعه ليستعيد دوره كمركز استقطاب في المشرق العربي.
إن ما نشهده اليوم من تدمير ممنهج لكل المؤسسات الدستورية والقطاعات الحيوية مالية كانت أم إقتصادية يذكرنا بحقبة الحرب الأهلية التي قضت على كل مقومات هذا البلد وقادت إلى تهجير معظم شبابه وعائلاته وانما اليوم بسيناريوهات مختلفة أقل ما يقال فيها أنها تدميرية بامتياز…
فهل بتنا اليوم أمام مرحلة جديدة تفرض سيناريو مختلف يكون أقل من طائف وأكثر من دوحة يرسي تسوية شاملة على أن لا تكون هذه المرة أيضا على حساب المسيحيين..!!