مقالات

العمل الاجتماعي رسالة وقضية إنسانية / فاطمة ياسين

العمل الاجتماعي رسالة وقضية إنسانية / فاطمة ياسين

كتبت الاختصاصية والباحثة الاجتماعية التربوية فاطمة محمود ياسين.

يُصادِف في الاول من شهر شباط (فبراير) اليوم العالمي للعمل الاجتماعي. وهل للعمل الإجتماعي يوم واحد يُحتفل بِه من العام كي نستجيب لإظهار خصوصية وقيمة العمل الإجتماعي ؟ أم أنه بات اليوم قيمة وضرورة وحاجة مُلِحة تأتي في صميم المهن الأخرى حيثُ تتكامل وتتشابك مع باقي التخصصات في أطر واسعة المدى؟

يحتفل العاملون الإجتماعيون ويلقون الضوء بنشر الوعي المجتمعي على دور أهمية الخدمة الاجتماعية في تحسين وتطوير حياة الإنسان وتعزيز الرفاه المجتمعي.

فالعمل الإجتماعي هو مهنة قائمة على نظريات علمية متنوعة وتقنيات تدخل متخصصة مرتبطة بقيم ومبادىء وسلوكيات أخلاقية تساهم في عملية التغيير الاجتماعي والتنمية والعدالة الاجتماعية وتمكين الإنسان.

وهي تتضمن أربعة أنواع من التدخلات:


مع الفرد، الأسرة، الجماعة، ومع المجتمع كما وتعمل على معالجة مشاكل الأفراد وتحسين ظروف معيشتهم وتعزز بناء قدراتهم لحياة أكثر رفاهية.

العمل الإجتماعي أو الخدمة الإجتماعية هو تخصص أكاديمي ومهنة قائمة على الممارسة و تهتم بالأفراد والأسر والمجتمعات في محاولة لتعزيز الأداء الاجتماعي والرفاه العام.
هو أيضًا الطريقة التي يؤدي بها الناس أدوارهم الإجتماعية، والمؤسسات الهيكلية التي يتم توفيرها لدعمهم.
فالخدمة الإجتماعية هي مهنة إنسانية تهدف إلى خدمة الإنسان وهي كذلك نظام يعمل على حل مشكلات الأفراد أو الجماعات وتنمية قدراتهم وميولهم والوصول بهم إلى مستوى من الحياة يتفق مع رغباتهم الخاصة وتحقيق التكيف الإجتماعي لهم.

إنّ مهنتنا العمل الإجتماعي ضمن مسمى وظيفتنا : اختصاصي / اختصاصية في العمل الاجتماعي-(القطاع).
ومنها يتفرع مجال العمال المهنيين سواء في القطاعات:” الاجتماعية- القانونية- التربوية- التعليمية- الصحية- الثقافية- البيئية- التنموية- المجتعية”.

أمام هذا الكم من التدخل الذي يقوم به العاملون الإجتماعيون في مجال الخدمة الاجتماعية تم تخصيص اليوم العالمي للخدمة الاجتماعية كتكريم لجهود العاملين والأخصائيين الاجتماعيين، وتم تنظيم هذا الحدث من قبل منظمة عالمية غير حكومية تضم عددًا من ممثلي الأخصائيين الاجتماعيين من أكثر من دولة و تهدف تلك المنظمة إلى تطبيق العدالة الاجتماعية وحقوق الإنسان ، وذلك بإتباع افضل الطرق والأساليب المتعلقة بالعمل الاجتماعي.

في لبنان يتم الاحتفال بهذه المناسبة في فبراير ويتم خلالها تعزيز جهود العاملين بالقطاعات التي تُغذي مجالات العمل الصحي والاجتماعي.
لقد تم اطلاق مدونة اخلاقيات مهنة العمل الاجتماعي قبل الازمات في مناسبة يوم العمل الاجتماعي ومنها تم تطوير العمل النقابي وبفضل جهود الذين كانوا في الصفوف الامامية تطور التدخل في جميع الاتجاهات حيث جاء انه لا يحق لأحد أن يمارس مهنة ” إختصاصي في العمل الإجتماعي” ضمن الأراضي اللبنانية أو أن يتّخذ هذه الصفة أو هذا اللقب إلاّ بعد حصوله على إذن مزاولة المهنة من وزارة الشؤون الإجتماعية وفق الشروط المحددة في هذا القانون.

وبذلك تكون نقابتنا هي الإطار الرسمي الجامع لكل المهنيين المتخصصين إذًا لم تعد الخدمة الاجتماعية هي مهنة أو وظيفة او ترفاً بل باتت حاجة أساسية كالطعام والماء والهواء.

في الواقع يسعى كل خريج إلى بناء قاعدة مهنية له من مكانه وموقعيته. وقد أشار لتلك المهنة السامية عدد من الباحثين الذين أجروا اختباراتهم ووجدوا أن هذه المهنة تمنح للمهني صرحاً مهما من التحرك والمنهجية.وتساعده في تطوير ذاته وتقليص مستوى الثغرات الشخصية خلال مسيرته المهنية.

أمام الأزمات الراهنة كان العمال الاجتماعيون يتميزون في دوامة النشاط والعمل الدؤوب. وقد تطور عملهم إلى الشق التطوعي إنما حتى اليوم نلحظ العديد من التحديات التي تعصف بالمهنيين.

وهذا التحرك كان شبه مبتور من الخريجين الذين يعملون بالمجال كمهنة وراتب أو مخصص شهري فقط. ومنهم من يعتبرها مهنة شاقة وذات متعة في العمل الإنساني وليس فقط العمل الانتاجي أو المادي وهنا- يكمن الفرق فأساسيات المهنة واخلاقيات التدخل باتت ملحوظة كالمسافة التي تفصل السماء بالأرض وهنا تكمن الخطورة من حيث المهنية واللاامهنية – ولا زالت القوانين المهنية نظرية وغير مُلزمة ولا زالت الحقوق المؤسساتية والقانونية العملانية خجولة.

برأيي، يومًا ما سيأخذ المهني حقوقه المعنوية والمادية والنفسية كما يستحق لأننا نعيش على أمل التحفيز والتدعيم الذاتي وهو من التقنيات المُساندة لنا في ظل هذه الأزمات مُتمنين لكل المهنيين دوام الاستمرارية والعطاءات على أمل تحقيق ما نسعى اليه يوما ما.

ختامًا،ما كان لله ينمو “.

إنضمّ الى خدمة الخبر العاجل ‘ZNN’ عبرالواتساب الان

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى