قصة وعبرة

تحت شجرة الصفصاف … حِكايةٌ …وَتنهِيدةٌ\ امال بن سعود

  • تحت شجرة الصفصاف … حِكايةٌ …وَتنهِيدةٌ\ امال بن سعود

                            تحت شجرة الصفصاف

نتذكرُ الأماكنْ كلمَا مَا ممرنَا عليها بذكرياتنَا المفرحةُ والمؤلمةُ، بأحاديثِ نسجتْ فيهَا، وَبالكثيرْ من َاْلكلام الذيِ لمً يَسمعهُ غيرهَا، نَحِنً ونَشتاقُ للرجوع لهَا، ونَشتاقُ إلى الجلوسْ معَ منُ تَشَاركًنَا مَعهمْ تفاصيلَ دقيقةٌ منُ حياتنَا، لكنْ الظَروفْ حكمتْ بالفراقْ، فَنتذَكرَ شجرةَ الصَفْصَافْ كلمَا أَنهَكَنَا الشَوقُ.

                                             حِكايةٌ …وَتنهِيدةٌ

كانتً تلكً الشَجرةٌ بِضِلَالهَا مَكاناً دَفنَا فيه أَسرَارهُنَ وَكُل مَا يكدرُ خَاطرَهُنَ، كَمُ تَألمنَا من قَرَارات مُجّحفَةٌ وَكَم تَضررنَا من أَزُوَاج مُهملَة وضجرنَا من رُوتينُ مُمل، وَلكن الأفواهً لمً تُفتَحْ إلا تحت ظلالهَا وبالتَوقيتْ المُتَفَق علَيه.

كَانتَ تَسمعُ كاَفة حكَايَاتهْنَ، كَم فَضًفَضنَا، بَكينَا وَفَرحناَ تحتهَا، تَتَعالى الأصواتُ كُلمَا اشًتد النقاشً وتَنخَفضُ كُلمَا كانَ الحديثَ عنً ظُروف عَملهَنَ المزرية، ثَلاثُ أُمهًاتً يَافعاَتً مَوعدُهم اليَومي تَحتَ أَغًصَان مَنً عَمرَتً بالمَكاَنً بعٌمر أَحاديثهُنَ أوً أكثر.

                                   اجتماعاتٌ طَارئةٌ

عندمَا يَرنً هَاتفُ إِحدَاهُنَ بقَاعة التَحْرِير، هُوَ تَنبيهٌ لِلمَوعِدِ اَلمْتُفقِ بَينَهُنَ اَللِقاَءُ تَحتَ شَجَرةِ اَلصَفْصَافِ اَلأَمرُ طَارئٌ وَالَموضُوعَ لَا يَحْتمِلُ اَلتَأجِيلَ.

اجتمعنَ ثَلاَثةٌ فَاتنةٌ هَادِئةُ قصيرةٌ لكنُ كَلاَمُهَا حِكم، ومُرتبَكةٌ مُتوسطَةُ الطُولِ، أُمَا الطَويلةَ فَكُلُ مَا يقالُ عنهُا أنهَا مرحةٌ وسَرِيعةُ البكاءَ، كُل الاجتِماعَاتْ الطَارئَةُ تَعقدَ بُحضَورهِنَ الثَلاَثَة فَكمْ تَنَاقَشنَ في موضوعِ الحَمل غَيرْ المُتوَقَع وَكم بكينَا قهرًا مِنْ تَسلطِ مُدِير مُتعُجْرِف أَوْ من غَربة إِحدَاهُنَ التيِ لمْ َتَتحملْ بُعدهَا عَلىَ أَهْلهَا أَما الأَخرىَ فمشاكلهَا مَعَ زَوجهَا لْم يَجْدَنَ لهَا خَارِطَةَ طَريقْ سِوىَ الصَبرْ.

                                  مَوعدُ الفُراقْ

كاَنتً أكثرُ مِن سَبعِ سَنواتً كَامِلة يجَتًمِعنَ فِيهَا صَباحًا أَو مَساءًا في نَفسِ الَمكانً تَقاسمنَا خِلالَ هَاتهِ الفَترَة أَحلاماً، أَمَانِي، وَكلُ غَصة قَلبْ عِشنَاهَا دَاخلَ الوَكَالة، لَكنً حَانَ وَقًتُ الفَراَقً وَتقَدَرَ عَليهُنَ ذَلكَ ، أَوَلهُم لمً تَتَحَملً البُعْدَ عَنْ أَهلهَا لِتُقَرِرَ اَلُرجُوعَ إلىَ مَسقَطِ رَأسهَا أما الثَانِيةُ فَلمً تَسًتَطعْ تحملَ المزِيدِ مِنً القَهًر والمَحسُوبيًة التيِ نَخَرتً أَعرقً مُؤَسَسًة إِعلاَمِيةٌ يَعملنَ بهَا ، لِتقررَ الهجرةَ وَتركً الوَطَنً ، أمَا ثَالِثةُ فَقد قَررتْ البَقَاءَ ، لِتَستعِيدَ مَعهنً ذِكْرياتْ شَجرةَ الصَفصَافِ كُلَ مَا  اجتمعنَ اِفتراضيًا  صَحيحً أَنهنَ افًتَرقنً لكنً أَنفاسهنْ لم ْتُفارقْ المَكَانْ .

                                      في النهاية

قَدْ تَجمَعنَا أَمَاكنً كَثيرة في هذِهِ الحَياةً مِنهَا مَنْ نَسْتقِرً بِهَا وَمِنهَا مَن نَسكُنهَا بٌرهةٌ لنَرحلَ، فَفِي كِلتَا الحَالتَينِ هُناكَ ذِكريَاتٌ نَحملهَا دَائَما عَلى كَلِ مَكًانً نَمُرُ بهِ في هَذِهِ الدَنيَا.

صَحيحٌ أنَ الأشخَاص تَتَغَيرً والزَمَان يَتغَيرُ لَكنً الأَمَاكنً لَا تَتغيْر فَذِكرَياتُنَا لاَتزالُ مَحْفوظَةً فِي أَمَاكنَ هَجًرنَاهَا لكنهَا لمً تَهجرنَا يَومَا.

امال بن سعود صحفية سابقة بوكالة الأنباء الجزائرية ، مديرة جلسات ومنسقة مشاريع بشركة ابحاث بالامارات العربيه المتحده.
مختصة في إدارة المواقع الإلكترونية الإخبارية ومنصات تواصل الرقمية . كاتبة في شبكة ZNN الإخبارية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى